مرض العشق وعلاجه
صفحة 1 من اصل 1
مرض العشق وعلاجه
رقـم الفتوى :
9360
عنوان الفتوى :
علاج العشق، كما قرره ابن القيم
تاريخ الفتوى :
04 جمادي الأولى 1422 / 25-07-2001السؤال
أنا وقعت في العشق الطاهر وقد واصلت في مراسلةالمحبوب وبعد ذلك انقطعت وذلك اتقاء لأي حرام ولكنني ضعت ومرضت ولم أستطع مواصلةحياتي بشكل طبيعي ، وهو كذلك على ما أعتقد فهل المواصلة حرام أم مكروهة؟9360
عنوان الفتوى :
علاج العشق، كما قرره ابن القيم
تاريخ الفتوى :
04 جمادي الأولى 1422 / 25-07-2001السؤال
وهلالعشق الطاهر حرام؟
وهل التعلق بشخص حرام علماً أن هذا خارج عن النفس؟
وماحكم المواصلة مع المحبوب عن بعد علماً أنه حب طاهر غرضهالزواج؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أمابعد: فإننا نرى أنه لابد من ذكر مقدمة مهمة في هذا الموضوع قبل الجواب عنهذه الأسئلة وهي: أن العشق مرض من أمراض القلب، وما أجمل ما قاله ابن القيم رحمهالله في الطب النبوي عند الحديث عن هديه صلى الله عليه وسلم في علاجالعشق.
قال ابن القيم: هذا مرض من أمراض القلب، مخالف لسائر الأمراض في ذاتهوأسبابه وعلاجه، وإذا تمكن واستحكم، عز على الأطباء دواؤه، وأعيى العليل داؤه… إلىأن قال: وعشق الصور إنما تبتلى به القلوب الفارغة من محبة الله تعالى المعرضة عنه،المتعوضة بغيره عنه، فإذا امتلأ القلب من محبة الله والشوق إلى لقائه، دفع ذلك عنهمرض عشق الصور، ولهذا قال تعالى في حق يوسف: (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَالَوْلا أَنْ رَأى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَوَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ) [يوسف:24]
فدل على أنالإخلاص سبب لدفع العشق وما يترتب عليه من السوء والفحشاء التي هي ثمرته ونتيجته،فصرف المسبب صرف لسببه، ولهذا قال بعض السلف، العشق حركة قلب فارغ، يعني: فارغاًمما سوى معشوقه…
والعشق مركب من أمرين : استحسان للمعشوق، وطمع في الوصول إليه،فمتى انتفى أحدهما انتفى العشق، وقد أعيت علة العشق على كثير من العقلاء، وتكلمفيها بعضهم بكلام يرغب عن ذكره إلى الصواب، ثم قال: والمقصود أن العشق لما كانمرضاً من الأمراض، كان قابلاً للعلاج، وله أنواع من العلاج، فإن كان مما للعاشقسبيل إلى وصل محبوبه شرعاً، فهو علاجه، كما ثبت في الصحيحين من حديث ابن مسعود رضيالله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا معشر الشباب من استطاعمنكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء" فدل المحب علىعلاجين: أصلي وبدلي، وأمره بالأصلي: وهو العلاج الذي وضع لهذا الداء، فلا ينبغيالعدول عنه إلى غيره ما وجد إليه سبيلاً. وروى ابن ماجه في " سننه" عن ابن عباسرضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لم نر للمتحابين مثلالنكاح" … إلخ ما قال في زاد المعاد( 4/265) وعلى هذا فيمكننا أن نركز الكلام حولالعشق في نقاط:
1- العشق مرض من أمراض القلب ولا بد من علاجه.
2- العشقمنه حلال ومنه حرام كما قال ابن القيم رحمه الله (4/276) وسنوضح ذلك فيمايلي:
3- من طرق العلاج للعشق بين الرجل والمرأة الزواج -إذا كان ممكناً- وهوأصل العلاج وأنفعه.
4- إن كان لا يوجد سبيل لوصول العاشق إلى معشوقه قدراً أوشرعاً كأن تكون المرأة متزوجة من غير العاشق، أو كان العشق بين اثنين لا يمكنزواجهما مثل: الزبال مع بنت الملك…وهكذا، فمن علاجه كما يقول ابن القيم: إشعارنفسه اليأس منه فإن النفس متى يئست من الشيء استراحت منه ولم تلتفت إليه.
5- فإنلم يزل مرض العشق مع اليأس فقد انحرف الطبع انحرافاً شديداً فينتقل إلى علاج آخر،وهو علاج عقله بأن يعلم بأن تعلق القلب بما لا مطمع في حصوله نوع من الجنون،وصاحبه بمنزلة من يعشق الشمس، وروحه متعلقة بالصعود إليها، والدوران معها فيفلكها، وهذا معدود عند جميع العقلاء في زمرة المجانين…
6- فإن لم تقبل نفسههذا الدواء، ولم تطاوعه لهذه المعالجة، فلينظر ما تجلب عليه هذه الشهوة من مفاسدعاجلته، وما تمنعه من مصالحها. فإنها أجلب شيء لمفاسد الدنيا، وأعظم شيء تعطيلاًلمصالحها، فإنها تحول بين العبد وبين رشده الذي هو ملاك أمره، وقواممصالحه.
7- فإن لم تقبل نفسه هذا الدواء، فليتذكر قبائح المحبوب، وما يدعوهإلى النفرة عنه، فإنه إن طلبها وتأملها، وجدها أضعاف محاسنه التي تدعوا إلى حبه،وليسأل جيرانه عما خفي عليه منها، فإن المحاسن كما هي داعية الحب والإرادة،فالمساوئ داعية البغض والنفرة، فليوازن بين الداعيين، وليحب أسبقهما وأقربهما منهباباً، ولا يكن ممن غره لون جمال على جسم أبرص مجذوم، وليجاوز بصره حسن الصورة إلىقبح الفعل، وليعبر من حسن المنظر والجسم إلى قبح المخبر والقلب.
8- وأخيراًكما يقول ابن القيم رحمه الله: فإن عجزت عنه هذه الأدوية كلها لم يبق له إلا صدقاللجأ إلى من يجيب المضطر إذا دعاه، وليطرح نفسه بين يديه على بابه، مستغيثاً به،متضرعاً متذللاً، مستكيناً، فمتى وفق لذلك، فقد قرع باب التوفيق فليعف وليكتم، ولايشبب بذكر المحبوب، ولا يفضحه بين الناس ويعرضه للأذى، فإنه يكون ظالماً متعدياً (زاد المعاد في هدي خير العباد لابن القيم) (4/275).
أما قول ابن القيم رحمهالله بأن العشق منه حلال، ومنه حرام فبيانه: أن من العشق الحرام عشق الرجل امرأةغيره، أو عشقه للمردان والبغايا. وأما الحلال فهو الذي يكون بين الرجل وزوجته ولميتجاوز حد الاعتدال، ولم يؤد إلى الوقوع في محرم أو ترك واجب من واجبات الدين. وبناء على ذلك نقول: لا يجوز لك إرسال الرسائل إلى المحبوب لأنكما أجنبيان عنبعضكما البعض، ولا تجوز المواصلة بينكما بأي طريقة أخرى، وإذا كنتما تريدان الزواجفلماذا لا تقدمان عليه؟ فإما الزواج إذا كان ذلك ممكنا ، مع الصبر والتقى حتى يتمذلك ، أو قطع الصلة دون تردد، فإذا كان تعلق الرجل بالمرأة أو المرأة بالرجل خارجاًعن النفس، فلا يجوز أن يتخذ حجة لإقامة علاقة مع الطرف الآخر، أو مواصلته أومراسلته، ولكن إن كان يستطيع الزواج منه فليتقدم لخطبته، وليعجل وليستعن بالله،وإذا كان لا يستطيع الزواج منه فليقطع صلته به تماماً، ولييأس منه تماماً كماتقدم، وليشغل نفسه بما ينفعه في دينه ودنياه. ونسأل الله أن يصرف عنه هذا التعلقالذي لا فائدة منه ولا جدوى، وأن يعوضه عن ذلك بالحلال.
واللهأعلم.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
2011-10-31, 12:34 من طرف دموع الام
» لا تلم وردة على الدبول ولكن لم صاحبها على الاهمال
2011-10-31, 12:26 من طرف دموع الام
» ماهو الحل في نظرك
2011-02-23, 11:12 من طرف bouchra
» أدخل وأكتب نصيحة
2010-12-13, 21:14 من طرف دموع الام
» اي اثر تركت وانت تعبر حياة الاخرين
2010-12-13, 21:08 من طرف دموع الام
» حكم مشاهدة الأفلام والمسلسلات والفيديو كليب ...
2010-10-20, 20:54 من طرف hasna
» لمحة صدق عن العلاقة بين الرجل و المراة
2010-10-20, 20:40 من طرف دموع الام
» p
2010-09-28, 21:01 من طرف rekia
» t é mon ange gardien
2010-09-28, 15:09 من طرف bouchra
» إهدائي لك يا حبيبي
2010-09-28, 11:39 من طرف bouchra
» سرائر للنوم غاية في الروعة إن لم تستمتع بالنوم عليها فعلى ال
2010-09-28, 11:25 من طرف bouchra
» روما نسيات
2010-09-28, 11:06 من طرف bouchra